السبت، 1 نوفمبر 2014

أولاد حارتنا..بدون تحيز أو تعصب


لقد قرأت رواية "أولاد حارتنا" بتأمل شديد..وربما برغبة شديدة في معرفة
 ماتحتويه الصفحات..وما قد نسج الكاتب من قصص معروفة لكل مطلع أو
 غير مطلع علي الكتب السماوية والرسالات والتعاليم الشفوية للأنبياء..والذي أراه
أن "محفوظ " لم يضف جديداً أو يعطي تفسيراً أو يجب علي الحياري من
 خلال القصة التي ربما كان الأجدر بها أن تجيب علي الأسئلة التي طرحتها

فإننا نفهم أن يكون للفن رسالة.. وللرواية غاية.. عندما تطرح سؤالاً وتجيب عليه.. بما
 يراه الكاتب أو بما يراه غيره.. أو أن ترصد أزمة ومشكلة ثم تقترح حلولاً..أما أن
 تطرح رواية أو عمل فني أسئلة من شأنها إثارة  البلبلة في العقول.. ثم تترك الإجابة
عليها بلا شيء.. فليس هذا فناً وليست الغاية من وراءه إثراء الفكر أو إشعال الحماس
أو توطيد مبدأ..

فالأسئلة التي طرحها "محفوظ "في روايته كلها إنما تعكس شيئاً واحداً وهو الحيرة
التي تدور برأسه هو شخصياً والتردد الذي يحياه وحالة الدوار والذهول التي تصيبه
من شؤون الله في خلقه..

فالقول بأن القصة لا تتناول الخلق و"الله" والرسل قول فارغ مغلوط.. لا يقوله إلا من
  لم يقرأ الرواية..فمجرد وصف الجبلاوي في أول الروايه يؤكد انه يقصد به خالق
 السماوات..وليس الدين كما يقول محفوظ نفسه..أما أدهم(ادم) وإدريس(إبليس)
فقصصهما متطابقة مع ما نعرفه من قصة بدء الخلق كذلك قدري وهمام وقنديل وجبل
ورفاعة وقاسم كلهم معروفون لا يتردد قارئ لحظة في التعرف عليهم أو التفكير
 مرتين من مجرد سرد أول قصصهم فضلاً عن النهايات..

وكان أحري بمحفوظ ان يتوقف عن هذه الترهات ..لأنه ليس لكل قارئ علم ومعرفة ..
 كما تتفاوت أقدار القراء وأنصبتهم في الإعتقاد وتكوين الأراء...وربما ينبني علي
قراءة هذه الرواية عند بعض القراء تردد وإنقلاب وبلبلة فكرية وحيرة تكافئ حيرة
المؤلف أو ربما تزيد عليها..

هناك بعض نقاط جيدة كما توجد مآخذ علي الرواية..مثل ألفاظها..ومعالم الرواية لم يتم تناولها وتغيير
 أحداثها أو إضافة شيء كثير عليها من وحي الكاتب بل إنه تناول قصة موسي عليه
 السلام(جبل)

من منظور يهودي وهذا يخفي فقط علي من لا يعرف نظرة اليهود لموسي..وقصة
رفاعة من منظور مسيحي ونهاية لا يراها هكذا إلا من كان مسيحياً أو ملحداً لا يري
نهاية مفهومة لرفاعة..أما قاسم فقد تناول القصة بإحترام يحسب له من منظور
إسلامي..كذلك نهاية القصة التي عادت بالعلم والإلحاد خاضعاً باحثاً عن إله وعن دين
 لابد له منه

بعض الألفاظ والأحداث التي وردت في القصة كانت أكثر بذاءة من أن ترد علي ألسنة
مصلحين فضلاً عن أن ترد علي ألسنة يعرفها القراء

خلاصة القول هنا أن محفوظ لا يستحق التكفير علي روايته ولكنه أيضاً لا يستحق عليها جائزة..وكان أولي بمن كفره أن يرد علي أسئلته التي جاءت علي ألسنة شخوصه..ربما إنتصح منها فهو أولي بالنصيحة منه بالتكفير