الجمعة، 11 يوليو 2014

حديث الذبابة..والعقول العمياء

أتعجب كثيراً من هؤلاء الذين يستنكرون حديث الذبابة الشهير ويكذبونه ويردونه..مدعين أنه يتنافر مع العقل والمنطق والفطرة السليمة..ويفترضون إستحالة أن يأمر به رسول الله..ويدعون أن العقل يرفض هذا القول بوجود دواء..وداء على جناحي ذبابة..أتعجب عندما أنظر إليهم..فأجدهم يجيزون أكل الميتة عند الإضطرار ولا ينفرون منه..برغم قذارة ونجاسة الميتة بغير صيد أو سفح دم..وأجدهم يجيزون الكحول عند الإضطرار..ولا يأنفون من لحم الخنزير عند الإضطرار وأحياناً بغير إضطرار..ويتلون قول الله "فمن إضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه"..
تجدهم لا يأنفون من أكل العسل برغم خروجه من حشرة..لا يعلمون أين إنتقلت وذهبت وماذا حملت بين أرجلها وعلي جسدها من مرض..وموالح الأسماك ما لها وما عليها..أتراهم قد وجدوا أباءهم كذلك يفعلون..ففعلوا مثلهم..؟؟أم أسميها عبادة الموروث..كما يسمون المتدينين..؟؟أم أسميه فعل أعمى بغير عقل ولا تفكير..والحجة هي العادة أو الإضطرار..كل هذا أراه جلياً عندما أنظر إلى الحديث فأجد رسول الله لم يلزم أحداً ولم يعقد عزيمةً على أحد أن يغمس الذباب في إناءه قبل أن يلقيه ويشرب..مما يدل على أن هذا الفعل أيضاً كالأفعال التي يجيزونها " عند الإضطرار"..وعندما أجده لم ينقل عنه أنه غمسها وشرب..ولا نقل لنا أن الأمر إنتشر في الناس وصاروا جميعهم صائدي ذباب..مما يدل أيضاً أنه كان أمراً" عند الإضطرار " ..
عند الإضطرار..للذين يأنفون من هذا الفعل في الطبع ويشمئزون منه في الخلقة..ولكني لن أذهب بعيداً..إن ذهبت لمن يستسيغون مثل هذا الفعل طبعاً وخلقةً..كالشعوب التي تأكل الحشرات..والذين لن يجدوا في الحديث أي غضاضة أو مدعاة للإشمئزاز..بل ستكون نظرتهم له أنه أمر طبيعي لا يحتاج إلي توجيه نبوي..بل يزيدون على الذباب ربما عناكب أو ديدان ..
ثم أكتشف أن ناقدي الحديث ورافضيه..بدعوى العقل..لم يكلفوا عقولهم عناءاً..ولم يستخدموها أساساً في التفكير في متن الحديث..بل إستخدموها للنقد و محاولة الوصول إلي نتائج مسبقة على التفكير..وهي أن الحديث لابد أن نسير به في الطريق الذي ينتهي إلي كذب النص والراوي..مهما كان الكلام منطقياً..فإفترضوا أن كل الناس سواء..فكلهم يملك رفاهية التخلص من الطعام والشراب إذا مسه الذباب..ولم يفكروا هل في الحديث منطق مقبول..أم لا..بل طعنوا بغير تأني..ورموا رميةً بغير رامي..لأننا عندما نتأمل هذا الحديث فإننا نجد نصه غاية في المنطق والعقلانية..فالعقل يقول ما دامت الذبابة تعيش في كل هذا الكم من القاذورات محاطة بالأوبئة في جل يومها بل كل عمرها..فلا بد لها من قوة أو نشاط مضاد..يمكنها من الإستمرار في الحياة بغير ضرر والدفاع عن نفسها من كل هذا الكم من الأوبئة..كلام منطقي لذوي العقول البصيرة..لا لذوي العقول العمياء التي عميت عن كل شيء إلا عن الأهواء..حتى الأن نتكلم عن المنطق والعقل..لا عن العلم والطب..فبعد كل هذا نجد العلم يؤكد صحة الحديث..الأمر الذي ينقل الحديث من مجرد حديث ينتقده البعض ويدافع عنه البعض..إلي أحد دلائل النبوة..وأحد أقوي الدلائل على الإعجاز العلمي والطبي..وأحد أقوى الدلائل على صدق البخاري وأبو هريرة ورواة الصحيح..وأنهم كانوا أعظم وأفقه و أتقى من أن يكذبوا على رسول الله..وكان البخاري أعلم وأفهم وأعرف من كل مدعيي العلم في عصرنا..بصحة نهجه في الجرح والتعديل وأخبار الرجال والصادق والكاذب..وأحد أقوى الأدلة علي صغر شأن هؤلاء النقاد وضحالة عقولهم وزيغ أهواءهم..وسفاهة أحلامهم..وعمى أبصارهم وعقولهم..
وهنا أعرض في عجالة البحث الذي يثبت وجود الدواء على جسد الذبابة وأجنحتها..فقد قام عدد من الباحثين في جامعة إسترالية عام 2002 بعمل هذه الفرضية المنطقية (فرضية أن قدرة الذباب على العيش في أماكن اللحوم الفاسدة والفاكهة الفاسدة والأجساد الميتة ومجامع القمامة ومواطن الأوبئة تدل علي تملكه لمقومات المقاومة والتحصين ومكافحة هذه الأوبئة) وقالوا أنهم متأكدون أنهم أول من إفترضها وفكر في هذا المكان-ظهر ذبابة -ليبحثوا فيه عن مضاد بكتيري..وإستخدموا أربعة أنواع من الذباب كذبابة الفاكهة والذبابة المنزلية..و قاموا بتجميع ما علي سطح جسد الذباب..ووضعوه في مزرعة مع أنواع مختلفة من البكتيريا والجراثيم..وكانت النتيجة  كما قالوها" في كل مرة تمت ملاحظة نشاط مضاد للبكتيريا"..ومرفق في هذا المقال رابط للبحث العلمي الذي نص على ذلك ولمن أراد البحث يجده تحت عنوان
                                      "the new buzz on antibiotics"

http://www.abc.net.au/science/articles/2002/10/01/689400.htm

                                    أسأل الله أن ينير الأبصار والعقول والأفهام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق