الجمعة، 11 يوليو 2014

في إنتظار المعجزة..

من يراقب حالنا عن كثب يجدنا  أمة تحيا في إنتظار المعجزة..نحن منذ زمن في إنتظار معجزة غامضة تحدث في كل شئ..بدأنا عندما فقدنا هويتنا وتمسحنا بهويات أخرى ومحيت قدراتنا واتكلنا علي قدرات غيرنا..فلما تخلى عنا هذا الغير..جلسنا عاجزين في إنتظار المعجزة..سلبت أوطاننا بيد من إرتمينا في أكنافهم بغية التقدم والترف..فوقفنا نستنزل اللعنات عليهم وننتظر أن يرينا الله فيهم آية..ثم طال الإنتظار وتطور فأصبح أسلوب حياة..فلم نعد نصنع شئ غير الإنتظار..ننتظر معجزة تنسف إسرائيل..ننتظر معجزة تعيد الوحدة بين الصفوف المتفرقة في الوطن وخارجه..ننتظر معجزة تجعلنا فجأة متطورين وفوق  كل الأمم المتقدمة..فكل من يعتدي علينا..نسأل الله أن ينسفه نسفاً..فهل نحن فعلاً هذا الداعي المظلوم..أم نحن متواكلون وعاجزون حتي أصبح المنتظرون للآيات أكثر من المؤمنين بها..فكلما نعق ناعق بكذبة معجزة تشبثنا بها وازددنا إرتكاناً وجموداً وتعلقت أمالنا بالمزيد من المعجزات..الثورة لم يكن لها قائد..لأننا لم نخطط بل كنا ننتظر الغيب أن يأتي بها كآية..ضحكوا علينا وسجنوا الجلاد لإسكاتنا فقلنا إنها آية..لو مرض من نحب قلنا خير له وأجر ولو مرض بنفس داء من نبغض قلنا إنها آيه..فهل أمرنا الله بإنتظار الآيات أو الدعاء بالمعجزات..إن تاريخ المعجزات في عمر الدنيا قليل جداً وعادة ما إرتبط بالأنبياء..حتي نزول العذاب من السماء علي الكافرين إمتنع بعد نزول التوراة علي موسي عليه السلام..حيث وكل الله المؤمنين بالحرث وإتخاذ العدة لأعدائهم..ولم يعد إلا عام الفيل حيث لم يبق علي الأرض مؤمن أصلاً إلا بقايا قليلة من أهل الكتاب لم تكن لتدافع عن شيء..فإلي أين أخذنا هذا الغموض المنتظر؟؟
أخذنا للتواكل وترك أي عمل يرفع أقدارنا..أخذنا إلي غموض أكبر وأصبحنا نحن الآيه بين الأمم..أخذنا إلي تصديق الأكاذيب كعلاج الايدز وفيروس سي..إلي تصديق أن أقوي شعوب الأرض تخاف منا ومن غضبنا الذي يصنع المعجزات..أخذنا لخلية نحل تشكلت على كلمة محمد..وسحابة علي شكل لفظ الجلالة..أردنا المعجزة أن تأتي وانشغلنا بالإنتظار بينما إنشغل غيرنا بصناعة المعجزة علي الأرض..عصورا من التأني والمراقبة أسفرت عن أمة عاطلة عن المجد والتطور..حتي في كرة القدم..إنتظرنا معجزة تحدث في مباراة عودة تعوض فشلنا في مباراة الذهاب..ولم نفكر إذا حدث وصعدنا..أي أداء سنؤديه وأي فضيحة سنفتضح..
لقد قال النبي لمن رأه يقول حسبي الله..إبلغ المعذرة ثم قل حسبي الله..ليس هذا يأسا أو إحباطاً..ولكن لا بد لنا من الخروج من الموسيقي التصويرية التي نحيا فيها وننتظر وصول المعجزة والبطل المعجزة والاختراع المعجزة..حتى لو كنا في أخر الزمن فلنغرس غرساً ثم لتقم الساعة..ولكن لا يمكن أن تظل أعمارنا إلي قيام الساعة غرفة إنتظار لمعجزة لن تأتي أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق