يتخذ بعض الناس بعضاً من الأحاديث الصحيحة طريقاً للتقليب والتشغيب علي السنة وطريقاً لتكذيب ورد علم الحديث برمته..وهي طريقة قديمة ليست بجديدة علينا حتى وإن ظنوا أنفسهم أتوا بما لم تستطعه الأوائل..وحجة إعمال العقل في رد كل شيء حتى وإن كان غيبياً..هي غرور وضحالة علم وضيق أفق لا نستغربه عليهم..فنحن نرى أن للعقل مجاله..وللإيمان مجاله..نحن لا ننكر العقل أو إعماله ولكن كما قال العقاد في كتابه "التفكير فريضة إسلامية"..إن الإسلام لم يفرض أصل من أصوله يحجر علي العقل في تفكيره ولكنه فرض الجانب الذي وكله للإيمان من روح الإنسان وهو الجانب الذي يستحيل أن يقول العقل فيه كلمة أولى بالإتباع من كلمة الدين لأنه لن يستند إلي حجة أقوى من التي يرفضها..انتهى كلام العقاد
على كل نحن لن نهدي من أحببنا والخلاف في الرأي جائز ولا يخرجنا أو يخرجهم من الدين ما لم ننكر أو ينكروا معلوماً من الدين بالضرورة..
قرأت مقالأ يتكلم كاتبه عن حديث "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا"ونسج من وهمه صورة لصدمة غامضة ستلحق بالعوام الذين لا يشكون بعلم الحديث..وأخذ يطرح شدة هذا الحديث علي نفوسهم ويساعدهم -بزعمه-علي الاستفاقة من هذه الصدمة..ليرسم لهم بعد ذلك طرقاً ثلاثة لا مفر منها عند قراءة الحديث..كتكذيب علم الحديث أو تكذيب الرسول أو تصديق العلم والتحول الي أغبياء..لن أطيل أكثر ولندخل في الموضوع..
الحديث صحيح..ولا شبهة خطأ أو ضعف أو نكاره أو وضع..كما لا يوجد أي إشكال في القول بنسبته للرسول..كما لا يخزي أي إمرء أن يصدق خروج هذا القول من فم الرسول عليه االصلاة والسلام..ولكن صاحبنا فاته الكثير قبل أن يندفع في الكتابة والنقد..والأخذ والرد علي نفسه..نتيجة لرفضه المسبق أصلاً لأي رد..
فقد فاته مثلاً عندما إستنكر أن يأمر الرسول بعض الهن بغير كناية..أن الحديث قيل أصلاً بالكناية..وقد ذكر في أول مقاله أن كلمة هن كناية عن الفرج..فلم يقل الرسول كلمة "فرج" ولا " أير " صراحة ..بل كناها ب "هن"..وفاته أيضاً أن الرسول لم يذكر عنه في حياته ولا حتى في حديث ضعيف أنه أعض أحداً بهن أبيه عندما تعزى بعزاء الجاهلية..بل الثابت عنه أنه عندما تعزوا بعزاء الجاهلية فقال المهاجرين "يا للمهاجرين "و الأنصار"يا للأنصار"..قال لهم "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم..إتركوها فإنها منتنة"..ولم يقل لأحد "أعضض هن أبيك"..وقال في موقف لأبي ذر عير فيه رجلاً بأمه..أنت امرؤ فيك جاهلية..ولم يعضه بهن أبيه..ولم يأمر خصمه بذلك..
فالزاجرعندما يكون قوياً..كأن يكون المخطئ محكوماً عليه بالإهانة وهتك عورة الأب-وهي من دواعي فوران الدماء عند العرب وذوي الشرف -فإنه يؤتي ثماره ولا يكون حينها ضرورياً أو مأموراً به علي وجه الحتم والإلزام..
كما فات صاحبنا- وكما يفوتهم دائما -أن الصحابة بشر..لم يمشوا علي الأرض ملائكة ولم يطلب منهم ذلك..ونحن من بعدهم كذلك..فنحن نغضب ونرضى..وقد قال الله " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "..فإن إعتدي أحد علينا..فلا جناح أبداً أن نقتص بمثل ما إعتدي به علينا سواء باللفظ أو باليد أو بالسيف..فإن إعتدي علينا أحد بدعوى الجاهلية فنحن نعاقبه ونرد عن أنفسنا بما يليق..وبغير أن ندعو بدعوى جاهلية
فنحن بشر ولم ولن يأمرنا الله بأننا إذا ضربنا نعطي ضاربنا خدنا الأخر ليضربنا مرة أخرى بدعوى التسامح والسمو والعلو..
الأمر الذي لابد أن يفهمه صاحبنا وأمثاله والناس أجمعين..أن التسامح القهري هذا كان إصراً علي بني إسرائيل..أرسل به المسيح..عقاباً لهم علي تفريقهم في الحدود بين الناس وتطبيقهم الحدود علي الفقراء والضعفاء دون الأغنياء وكبار القوم..فأرسل يعاقبهم بعدم القصاص أصلاً و بالتسامح علي كل الأصعدة وبكل طريق..وليس هذا مقتضي إرادة الله في خلقه..إنه فقط إصر وعقاب..رفعه الله عنا..فنحن متروكون بالخيار بين القصاص الذي كان لا مفر منه عند اليهود..وبين التسامح الذي كان لا مفر منه عند النصارى..وكنا أمة وسطاً..إذا أردنا القصاص فلا جناح..وبغير جور..وبمثل ما إعتدي به علينا..وإذا أردنا أن نسامح فعند الله من الأجر ما يشفي الصدور..فإذا أمرنا الله بقتال وقتل من حاربنا..فلا إرهاب في هذا ولا خزي..لا ضرر ولا ضرار..وإذا أمرنا بعقاب من يتكبر علينا بقوميته أو بنسبه أو بكرم أصله..بأن نهينه بما يعيده إلي رشده..أو يمنعه من هذا أصلاً..فلا إشكال ولا صدمة ولا كل ما نسجه خيال صاحبنا حول الحديث..ليتطرق بعدها الي رد علم الحديث كله..وقد ثبت أن الرسول ترك أبا بكر يرد علي عروة إبن مسعود في الحديبية بقوله "إمصص بظر اللات"عندما أهان الصحابة كلهم بقوله إنهم أوباش أحرى أن يفروا ويتركوا رسول الله..وقد كان وقعها علي عروة شديد حتى وضعها في مقابل إجارته لأبي بكر في الجاهلية..ولم يعد لها عروة ولم يستنكرها على الرسول وأتباعه بإعتبارهم دعاة الأخلاق..
ويجب على الجميع أن يعلم أن غير المسلمين الذين يستشهد صاحبنا برفضهم وإستنكارهم لمثل هذا الحديث..يدخلون الإسلام عندما يروا ما فيه من حرية إختيار القصاص أو العفو عند المقدرة..ليس العفو القهري بأمر إلهي أو نبوي..فليس في الحديث ما إدعاه من العار الذي يلحق بنا وبالاسلام وبالبخاري والرواة..في مثل هذا الحديث الصحيح الذي يؤكد أن الإسلام وضع كل شيء في موضعه الصحيح ورفع أصار وضعت علي الذين من قبلنا..
على كل نحن لن نهدي من أحببنا والخلاف في الرأي جائز ولا يخرجنا أو يخرجهم من الدين ما لم ننكر أو ينكروا معلوماً من الدين بالضرورة..
قرأت مقالأ يتكلم كاتبه عن حديث "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا"ونسج من وهمه صورة لصدمة غامضة ستلحق بالعوام الذين لا يشكون بعلم الحديث..وأخذ يطرح شدة هذا الحديث علي نفوسهم ويساعدهم -بزعمه-علي الاستفاقة من هذه الصدمة..ليرسم لهم بعد ذلك طرقاً ثلاثة لا مفر منها عند قراءة الحديث..كتكذيب علم الحديث أو تكذيب الرسول أو تصديق العلم والتحول الي أغبياء..لن أطيل أكثر ولندخل في الموضوع..
الحديث صحيح..ولا شبهة خطأ أو ضعف أو نكاره أو وضع..كما لا يوجد أي إشكال في القول بنسبته للرسول..كما لا يخزي أي إمرء أن يصدق خروج هذا القول من فم الرسول عليه االصلاة والسلام..ولكن صاحبنا فاته الكثير قبل أن يندفع في الكتابة والنقد..والأخذ والرد علي نفسه..نتيجة لرفضه المسبق أصلاً لأي رد..
فقد فاته مثلاً عندما إستنكر أن يأمر الرسول بعض الهن بغير كناية..أن الحديث قيل أصلاً بالكناية..وقد ذكر في أول مقاله أن كلمة هن كناية عن الفرج..فلم يقل الرسول كلمة "فرج" ولا " أير " صراحة ..بل كناها ب "هن"..وفاته أيضاً أن الرسول لم يذكر عنه في حياته ولا حتى في حديث ضعيف أنه أعض أحداً بهن أبيه عندما تعزى بعزاء الجاهلية..بل الثابت عنه أنه عندما تعزوا بعزاء الجاهلية فقال المهاجرين "يا للمهاجرين "و الأنصار"يا للأنصار"..قال لهم "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم..إتركوها فإنها منتنة"..ولم يقل لأحد "أعضض هن أبيك"..وقال في موقف لأبي ذر عير فيه رجلاً بأمه..أنت امرؤ فيك جاهلية..ولم يعضه بهن أبيه..ولم يأمر خصمه بذلك..
فالزاجرعندما يكون قوياً..كأن يكون المخطئ محكوماً عليه بالإهانة وهتك عورة الأب-وهي من دواعي فوران الدماء عند العرب وذوي الشرف -فإنه يؤتي ثماره ولا يكون حينها ضرورياً أو مأموراً به علي وجه الحتم والإلزام..
كما فات صاحبنا- وكما يفوتهم دائما -أن الصحابة بشر..لم يمشوا علي الأرض ملائكة ولم يطلب منهم ذلك..ونحن من بعدهم كذلك..فنحن نغضب ونرضى..وقد قال الله " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "..فإن إعتدي أحد علينا..فلا جناح أبداً أن نقتص بمثل ما إعتدي به علينا سواء باللفظ أو باليد أو بالسيف..فإن إعتدي علينا أحد بدعوى الجاهلية فنحن نعاقبه ونرد عن أنفسنا بما يليق..وبغير أن ندعو بدعوى جاهلية
فنحن بشر ولم ولن يأمرنا الله بأننا إذا ضربنا نعطي ضاربنا خدنا الأخر ليضربنا مرة أخرى بدعوى التسامح والسمو والعلو..
الأمر الذي لابد أن يفهمه صاحبنا وأمثاله والناس أجمعين..أن التسامح القهري هذا كان إصراً علي بني إسرائيل..أرسل به المسيح..عقاباً لهم علي تفريقهم في الحدود بين الناس وتطبيقهم الحدود علي الفقراء والضعفاء دون الأغنياء وكبار القوم..فأرسل يعاقبهم بعدم القصاص أصلاً و بالتسامح علي كل الأصعدة وبكل طريق..وليس هذا مقتضي إرادة الله في خلقه..إنه فقط إصر وعقاب..رفعه الله عنا..فنحن متروكون بالخيار بين القصاص الذي كان لا مفر منه عند اليهود..وبين التسامح الذي كان لا مفر منه عند النصارى..وكنا أمة وسطاً..إذا أردنا القصاص فلا جناح..وبغير جور..وبمثل ما إعتدي به علينا..وإذا أردنا أن نسامح فعند الله من الأجر ما يشفي الصدور..فإذا أمرنا الله بقتال وقتل من حاربنا..فلا إرهاب في هذا ولا خزي..لا ضرر ولا ضرار..وإذا أمرنا بعقاب من يتكبر علينا بقوميته أو بنسبه أو بكرم أصله..بأن نهينه بما يعيده إلي رشده..أو يمنعه من هذا أصلاً..فلا إشكال ولا صدمة ولا كل ما نسجه خيال صاحبنا حول الحديث..ليتطرق بعدها الي رد علم الحديث كله..وقد ثبت أن الرسول ترك أبا بكر يرد علي عروة إبن مسعود في الحديبية بقوله "إمصص بظر اللات"عندما أهان الصحابة كلهم بقوله إنهم أوباش أحرى أن يفروا ويتركوا رسول الله..وقد كان وقعها علي عروة شديد حتى وضعها في مقابل إجارته لأبي بكر في الجاهلية..ولم يعد لها عروة ولم يستنكرها على الرسول وأتباعه بإعتبارهم دعاة الأخلاق..
ويجب على الجميع أن يعلم أن غير المسلمين الذين يستشهد صاحبنا برفضهم وإستنكارهم لمثل هذا الحديث..يدخلون الإسلام عندما يروا ما فيه من حرية إختيار القصاص أو العفو عند المقدرة..ليس العفو القهري بأمر إلهي أو نبوي..فليس في الحديث ما إدعاه من العار الذي يلحق بنا وبالاسلام وبالبخاري والرواة..في مثل هذا الحديث الصحيح الذي يؤكد أن الإسلام وضع كل شيء في موضعه الصحيح ورفع أصار وضعت علي الذين من قبلنا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق