ترددت كثيراً في الرد علي مقال سخيف كان عنوانه" هل كان أبو جهل سلفي؟"
لأني رأيت أن المقال لا يستحق عناء الرد..ولكني أقدمت علي هذا الآن لما وجدت بعض من أعرفهم يستشهدون به في كلامهم..فعرفت أنه قد إستطاع تضليل الناس بزائف القول..
والحق أقول إني متعجب من طريقة التفكير في عصرنا هذا..فإن إزدواجية المعايير أصبحت هي الحال السائد علي الأفكار..فالعلمانيون عادة ما يرون الشوكة في عيون المتدينين وينسون لوح الخشب في أحداقهم..
يتساءل كاتب المقال المشار إليه..هل كان أبوجهل سلفياً في عقيدته..مشيراً بهذا التساؤل السخيف لقول الكفار على مر العصور..حسبنا ما وجدنا عليه أباءنا..في كل جدال بينهم وبين الأنبياء..متهكماً بهذا على قول من ينتسب إلى المنهج السلفي..عندما يتكلم على فهم السلف الصالح من العلماء العاملين أو أهل القرون الأولى من التنزيل كالصحابة والتابعين..
فهل حقاً السلفية والكفر قريب من قريب أم أن بينهما كما بين السماء والأرض ..؟؟
يرى المتأمل لقول الكفار وحوارهم للأنبياء بالجدل والمراوغة أن الكفارإنما كانوا يتكبرون علي تسفيه عقول أباءهم المباشرين وأجدادهم القريبين والذين كانوا يأخذون منهم بغير فهم ولا تفكير..وإنما كان توقيرهم للكبير وإعطاؤه المنزلة والمكانة ونعته برجاحة العقل أولى عندهم حتى من الحق..فالكفار لم يكن لهم سلفٌ يعدونه أصل في الديانة كنبي وأصحابه..هم فقط يعترضوا علي من يسب أباءهم ويرميهم بالسفه..ويتحدثون عن الأباء والأجداد المباشرين الذين عاصروهم وتربوا على أيديهم وكبروا على توقيرهم..وسبابهم وتسفيهم يعتبر تسفيه للأحياء قبل الذين ماتوا..وكانوا دائماً ما يقولون على النبي أنهم ينكرون منه أنه سفه أحلامهم..أي أنها ثورة للكرامة وعدم قبول للإتهام في رجاحة العقل والحكمة التي هي مناط المنزلة عند العرب..وعند سائر الأقوام في العصور الماضية..
أما السلفية- بغض النظرعن الإتفاق والإختلاف معها في التفاصيل -فهي فكرة نقية تعود بالفكر إلي عصر محدد وهو عصر التنزيل وما أقره للنهل من النبع الصافي بدون تعكيرالتلوث والإنحراف الفكري علي مرالعصور..وهي مع هذا تجعله أصلاً يمكن البناء عليه والإجتهاد بعده ولا تسقطه بالكلية بحجة تقدم العصر..ولا تسقط المتقدمين عليه في تفكيرهم إلا عند الإختلاف الذي يصل الي التفريق والتمزيق..
فماذا فعل الكفار ؟؟
لقد كان أصل ديانتهم هي ملة إبراهيم..فتركوها إستحساناً لما أتي به "عمرو بن لحي"من الأصنام..والذي جاء به رسول الله هو العودة إلي ملة أسلافهم..ملة إبراهيم..فرفضوا السلفية بمعناها النقي وإستحبوا العمي علي الهدى..
فإن شئت قل أن كل الأنبياء بعد إبراهيم جاءوا يدعون قومهم إلي السلفية..إلي ملة أسلافهم كما نزلت علي إبراهيم عليه السلام..والكفار هم الذين كانوا يرفضونها..ويركنون إلي سفاهة أباءهم..
فلو كان أبو جهل سلفي ..لعاد إلي ملة إبراهيم وآمن بمحمد عليه السلام..
أما إذا إستقام في عقول العلمانيين الحاليين أن السلفية أصلها أبو جهل..فبنفس المنطق يكون الليبرالية أصلها إبليس..
فماذا فعل إبليس؟؟
كل ما فعله إبليس أنه غلب عقله علي النص..
فقد جاء النص بالسجود لأدم..ففكر بعقله أن النار أفضل من الطين..ثم إستكبر علي الأمر وإستعلي بعقله في مقابلة نص إلهي
ورد الأمر الذي جاءه من ربه لأن عقله لم يقبله فقال لعنه الله" أأسجد لمن خلقت طين".."أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"
لقد كان إبليس محقاً في تغليب النارعلي الطين..لا شك أن مادة النار أسمي من مادة الطين..فهل كان محقاً أيضا في رد النص بعد هذا الاستنتاج الصحيح؟؟
الإجابة لا..
فالعقل لا يحسن ولا يقبح إذا جاء النص شرعاً..مهما رفض العقل..لأن الله لا يخلق خلقاً ثم ينظر ما الذي يوافق أهواءهم ويرضون به في نفوسهم..ثم يجعله نصاً عليهم..إذا كان الأمرهكذا فلا معنى للأمر والنهي..فليرى الناس إذن ما تستسيغه عقولهم ثم ليفعلوه ويتخذوه ديناً..هذا والله هوعين السفه وضعف العقل وقلة الحكمة..
ولقد رأينا في ظل حكم العلمانية أن ما إستحبته عقولهم وهدتهم إليه هو حرية الفحشاء وإجتراح السيئات..
إن الأمر إذا أتى من الله فلا يرد بالعقل تقبيحاً للأمر..فالعقل لا ينسخ أحكام الله..وإذا فعل فلن يستند أبداً إلي حجة وحكمة أقوي من التي يرفضها..ولقد كانت هذه هي الشبهة التي عرضت لإبليس فلعن وخرج من الرحمة..
ونحن بإمكاننا الآن أن نقول..إذا كان أبو جهل سلفي..فإبليس علماني.
لأني رأيت أن المقال لا يستحق عناء الرد..ولكني أقدمت علي هذا الآن لما وجدت بعض من أعرفهم يستشهدون به في كلامهم..فعرفت أنه قد إستطاع تضليل الناس بزائف القول..
والحق أقول إني متعجب من طريقة التفكير في عصرنا هذا..فإن إزدواجية المعايير أصبحت هي الحال السائد علي الأفكار..فالعلمانيون عادة ما يرون الشوكة في عيون المتدينين وينسون لوح الخشب في أحداقهم..
يتساءل كاتب المقال المشار إليه..هل كان أبوجهل سلفياً في عقيدته..مشيراً بهذا التساؤل السخيف لقول الكفار على مر العصور..حسبنا ما وجدنا عليه أباءنا..في كل جدال بينهم وبين الأنبياء..متهكماً بهذا على قول من ينتسب إلى المنهج السلفي..عندما يتكلم على فهم السلف الصالح من العلماء العاملين أو أهل القرون الأولى من التنزيل كالصحابة والتابعين..
فهل حقاً السلفية والكفر قريب من قريب أم أن بينهما كما بين السماء والأرض ..؟؟
يرى المتأمل لقول الكفار وحوارهم للأنبياء بالجدل والمراوغة أن الكفارإنما كانوا يتكبرون علي تسفيه عقول أباءهم المباشرين وأجدادهم القريبين والذين كانوا يأخذون منهم بغير فهم ولا تفكير..وإنما كان توقيرهم للكبير وإعطاؤه المنزلة والمكانة ونعته برجاحة العقل أولى عندهم حتى من الحق..فالكفار لم يكن لهم سلفٌ يعدونه أصل في الديانة كنبي وأصحابه..هم فقط يعترضوا علي من يسب أباءهم ويرميهم بالسفه..ويتحدثون عن الأباء والأجداد المباشرين الذين عاصروهم وتربوا على أيديهم وكبروا على توقيرهم..وسبابهم وتسفيهم يعتبر تسفيه للأحياء قبل الذين ماتوا..وكانوا دائماً ما يقولون على النبي أنهم ينكرون منه أنه سفه أحلامهم..أي أنها ثورة للكرامة وعدم قبول للإتهام في رجاحة العقل والحكمة التي هي مناط المنزلة عند العرب..وعند سائر الأقوام في العصور الماضية..
أما السلفية- بغض النظرعن الإتفاق والإختلاف معها في التفاصيل -فهي فكرة نقية تعود بالفكر إلي عصر محدد وهو عصر التنزيل وما أقره للنهل من النبع الصافي بدون تعكيرالتلوث والإنحراف الفكري علي مرالعصور..وهي مع هذا تجعله أصلاً يمكن البناء عليه والإجتهاد بعده ولا تسقطه بالكلية بحجة تقدم العصر..ولا تسقط المتقدمين عليه في تفكيرهم إلا عند الإختلاف الذي يصل الي التفريق والتمزيق..
فماذا فعل الكفار ؟؟
لقد كان أصل ديانتهم هي ملة إبراهيم..فتركوها إستحساناً لما أتي به "عمرو بن لحي"من الأصنام..والذي جاء به رسول الله هو العودة إلي ملة أسلافهم..ملة إبراهيم..فرفضوا السلفية بمعناها النقي وإستحبوا العمي علي الهدى..
فإن شئت قل أن كل الأنبياء بعد إبراهيم جاءوا يدعون قومهم إلي السلفية..إلي ملة أسلافهم كما نزلت علي إبراهيم عليه السلام..والكفار هم الذين كانوا يرفضونها..ويركنون إلي سفاهة أباءهم..
فلو كان أبو جهل سلفي ..لعاد إلي ملة إبراهيم وآمن بمحمد عليه السلام..
أما إذا إستقام في عقول العلمانيين الحاليين أن السلفية أصلها أبو جهل..فبنفس المنطق يكون الليبرالية أصلها إبليس..
فماذا فعل إبليس؟؟
كل ما فعله إبليس أنه غلب عقله علي النص..
فقد جاء النص بالسجود لأدم..ففكر بعقله أن النار أفضل من الطين..ثم إستكبر علي الأمر وإستعلي بعقله في مقابلة نص إلهي
ورد الأمر الذي جاءه من ربه لأن عقله لم يقبله فقال لعنه الله" أأسجد لمن خلقت طين".."أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"
لقد كان إبليس محقاً في تغليب النارعلي الطين..لا شك أن مادة النار أسمي من مادة الطين..فهل كان محقاً أيضا في رد النص بعد هذا الاستنتاج الصحيح؟؟
الإجابة لا..
فالعقل لا يحسن ولا يقبح إذا جاء النص شرعاً..مهما رفض العقل..لأن الله لا يخلق خلقاً ثم ينظر ما الذي يوافق أهواءهم ويرضون به في نفوسهم..ثم يجعله نصاً عليهم..إذا كان الأمرهكذا فلا معنى للأمر والنهي..فليرى الناس إذن ما تستسيغه عقولهم ثم ليفعلوه ويتخذوه ديناً..هذا والله هوعين السفه وضعف العقل وقلة الحكمة..
ولقد رأينا في ظل حكم العلمانية أن ما إستحبته عقولهم وهدتهم إليه هو حرية الفحشاء وإجتراح السيئات..
إن الأمر إذا أتى من الله فلا يرد بالعقل تقبيحاً للأمر..فالعقل لا ينسخ أحكام الله..وإذا فعل فلن يستند أبداً إلي حجة وحكمة أقوي من التي يرفضها..ولقد كانت هذه هي الشبهة التي عرضت لإبليس فلعن وخرج من الرحمة..
ونحن بإمكاننا الآن أن نقول..إذا كان أبو جهل سلفي..فإبليس علماني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق