"وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما
كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان..الأية "..
ماذا لو تخيلنا العالم قبل القرآن..؟؟ قبل بعث الرسول عليه السلام..كيف كانت نظرة الناس للكتب المقدسة..؟؟
ما الذي كان يعنيه للناس "الكتاب" ؟؟
عندما نقرأ التوراة والإنجيل التي بين أيدينا اليوم..فإننا نستطيع أن نستشعر ما الذي كان يراه الناس في الكتاب من قبل القرآن..حتى لو قرأناه باللغة الأصلية..فالأمر ليس اللغة والتراكيب..بل في ما هية الكتاب..معنى الكتاب..لا شك..أنه عند مقارنة القرآن بالكتب المقدسة المتداولة بين أيدي النصاري واليهود اليوم..فإننا ندرك تماماً أن القرآن هو النص الوحيد الذي يمكن أن نسميه نصاً سماوياً..كلمات إلهية..النص الوحيد الذي يمكن أن نقول عليه كتاباً مقدساً..ف بالنظر إلي الروايات التي تقصها علينا الكتب المقدسة..نلاحظ أنها تميل إلى التأريخ أكثر من ميلها إلى التعليم..أو الخطاب الروحي..فالروايات تُقص في الكتاب قصاً..على أناس حدثت لهم وشاهدوها..وليست خطاباً لهم لتدعيم الإيمان أو بذر بذوره..أو إسقاطاً لما حدث على تشريع..ولنكون أكثر وضوحاً..إننا نجد قصة مثلاً مثل إحياء يسوع للموتى..نجد سردها يأتي سرداً قصصياً.."إن يسوع كان يمشي فجاءه رجل فطلب منه أن يحيي ميتاً..ففعل..وتعجب الناس"..فالقصة لاتعدو أن تكون رواية لما حدث..هي سرد لقصة حدثت..يفترض أنها أنزلت على من شاهدوها وتناقلوها..ولا حاجة لهم بنزولها وتلاوتها كوحي من السماء..قصة شفوية تدل على قدرة يسوع وكفى
كذا نجد في التوراة..سرد لقصة موت موسى ودفنه..فكيف يفترض أن ينزل هذا الكلام على نبي –أحداث موته ودفنه -ويتلوه على أتباعه..وما هو الغرض الفعلي لنزولها وحياً يتلى إلى يوم الدين..وما هي الدروس المستفادة من قصة كتلك..إنها سرد قصصي عقيم يستحيل أن يكون الرب قاله أو موسى كتبه..
السؤال الذي يجب طرحه..هل العالم قبل القرآن كان يعرف معنى الكتاب..هل هكذا هي الكتب المقدسة المنزلة..هل هكذا تكون الكتب السماوية..يأتي رجل ليسأل يسوع أن يشفي إبنته فيشفيها والناس يتعجبون..فينزل الوحي..يقول لقد أتى رجل ليسوع وسأله أن يشفي إبنته فشفاها وتعجب الناس..؟؟ما هكذا يكون التنزيل ولا ينبغي له..
فعلى نحو مخالف تماماً..نجد القرآن عند روايته لقصة فإنه يرويها بغرض غير التأريخ.. فإنه يروي قصة للأقدمين ليخرج منها بعبرة يحدث بها الناس..ليعلم الناس كيف كفر أو أمن الذين من قبل..ليتعلموا الكتاب والإيمان..وليشهدوا على الأمم السابقة..وليعرفوا الطريق الوسط بين إفراط الأقدمين وتفريطهم..ولا يروي قصصاً حدثت وشاهدها الصحابة..إلا من قبيل أن يأتي بحدث أو حدثين في القصة بغرض الإعتبار مما حدث..كأن يوبخهم على ما حدث..أو يزيدهم إيماناً كأن يكافئهم على طيب فعلوه..أو يسن تشريعاً جديداً..وليس سرداً لما حدث توثيقاً له في الكتاب..
هكذا يكون التنزيل وهكذا تروى القصص من السماء..وليس في كتب التاريخ..
كما أنه هكذا يكون البلاغ..معجزاً عند سرد قصة..كما فعل القرآن مع أهل الكتاب..فإنهم قد إتهموا النبي بنقل القرآن من التوراة والإنجيل..ولم تكن التوراة ولا الإنجيل مترجمين للعربية أصلاً..ولم يكن رسول الله كاتباً ليقرأ نصاً عربياً فضلاً عن الأعجمي..فجاء القرآن..بمفاجأة ليست في الحسبان..لقد أتى القرآن للنصارى بمعجزات وحكايات عن نبي الله عيسى لم تذكر في كتبهم التي بين أيديهم..والتي إتهموا الرسول بالأخذ منها..بل في الكتب التي خبأوها وإعتبرت ليست من النصرانية إخفاءاً للحق الذي بها والذي يفضح أسرارهم وتزويرهم للكتاب..وعليه فإنها لم تكن مترجمة..بل أكثر من ذلك كان يجهل وجودها عامة جماهيرالنصارى..ومعظم الخاصة سمعوا عنها ولم يطلعوا عليها..
فخلق المسيح عيسى من الطين كهيئة الطير والنفخ فيه بإذن الله..ليس مذكوراً في الأناجيل المتداولة بين أيدي النصارى قديماً وحديثاً..بل هو وارد في إنجيل توما"الأبوكريفي "أو مايسمي بإنجيل الطفولية..وهو يذكر معجزات عيسى في الطفولة..وهذا لم يكن مترجماً ولا متداولاً..ولا يعرفه إلا كعوب الأحبار..وخواص خواص الصفوة النصرانية واليهودية..الذين أخفوه أصلاً عن الناس..وكلامه في المهد..وهزالنخلة للسيدة مريم لتسقط رطباً..وظهورالنهر تحتها عند ولادة المسيح..وإخبار بني إسرائيل بما يطعمون أو يخفون في بيوتهم..كل هذا غير مذكور في الأناجيل التي إتهموا بها القرآن ومذكور في أناجيل الأبوكريفا..المخفية عن صفوة أحبارهم..
ثم يقول القرآن لهم.." أولم يكن لهم أيه أن يعلمه علماء بني إسرائيل" الذين هم على علم بما أبدوا وأخفوا من القصص..
إن القرآن قد غير فكرة الناس في كل مكان في وقت نزوله عن معنى الكتاب..عن معنى التنزيل من السماء..كان ثورة على ما قد فسد من فطرة الناس..فلم يعودوا يعرفوا الكتاب و لا الإيمان..لذا كان للقرآن تأثير مختلف على كل من يستمع له..فمنهم من يبكي..ومنهم من يدخل في الإسلام طواعية..وغير ذلك من عجيب التأثير..حتى كان بعض من صناديد قريش يتسلل ليلاً ليسترق السمع من رسول الله وهو يصلي عند الكعبة..حباً لسماع "الكتاب"..نعم..هذا هو حقاً "الكتاب"..الذي لم يسبق لهم أن سمعوه ولا عرفوا معنى التنزيل من السماء..ذلك الكتاب هو الذي يعلمنا معنى التنزيل..ومعنى التعليم من السماء..يعلمنا ما الكتاب والإيمان..
هكذا تكون المعجزات البلاغية..هكذا يكون الكتاب..يعلمنا من الوحي ما تستفيد منه أرواحنا وضمائرنا..وليس العروش والخزائن وكتب التاريخ
ماذا لو تخيلنا العالم قبل القرآن..؟؟ قبل بعث الرسول عليه السلام..كيف كانت نظرة الناس للكتب المقدسة..؟؟
ما الذي كان يعنيه للناس "الكتاب" ؟؟
عندما نقرأ التوراة والإنجيل التي بين أيدينا اليوم..فإننا نستطيع أن نستشعر ما الذي كان يراه الناس في الكتاب من قبل القرآن..حتى لو قرأناه باللغة الأصلية..فالأمر ليس اللغة والتراكيب..بل في ما هية الكتاب..معنى الكتاب..لا شك..أنه عند مقارنة القرآن بالكتب المقدسة المتداولة بين أيدي النصاري واليهود اليوم..فإننا ندرك تماماً أن القرآن هو النص الوحيد الذي يمكن أن نسميه نصاً سماوياً..كلمات إلهية..النص الوحيد الذي يمكن أن نقول عليه كتاباً مقدساً..ف بالنظر إلي الروايات التي تقصها علينا الكتب المقدسة..نلاحظ أنها تميل إلى التأريخ أكثر من ميلها إلى التعليم..أو الخطاب الروحي..فالروايات تُقص في الكتاب قصاً..على أناس حدثت لهم وشاهدوها..وليست خطاباً لهم لتدعيم الإيمان أو بذر بذوره..أو إسقاطاً لما حدث على تشريع..ولنكون أكثر وضوحاً..إننا نجد قصة مثلاً مثل إحياء يسوع للموتى..نجد سردها يأتي سرداً قصصياً.."إن يسوع كان يمشي فجاءه رجل فطلب منه أن يحيي ميتاً..ففعل..وتعجب الناس"..فالقصة لاتعدو أن تكون رواية لما حدث..هي سرد لقصة حدثت..يفترض أنها أنزلت على من شاهدوها وتناقلوها..ولا حاجة لهم بنزولها وتلاوتها كوحي من السماء..قصة شفوية تدل على قدرة يسوع وكفى
كذا نجد في التوراة..سرد لقصة موت موسى ودفنه..فكيف يفترض أن ينزل هذا الكلام على نبي –أحداث موته ودفنه -ويتلوه على أتباعه..وما هو الغرض الفعلي لنزولها وحياً يتلى إلى يوم الدين..وما هي الدروس المستفادة من قصة كتلك..إنها سرد قصصي عقيم يستحيل أن يكون الرب قاله أو موسى كتبه..
السؤال الذي يجب طرحه..هل العالم قبل القرآن كان يعرف معنى الكتاب..هل هكذا هي الكتب المقدسة المنزلة..هل هكذا تكون الكتب السماوية..يأتي رجل ليسأل يسوع أن يشفي إبنته فيشفيها والناس يتعجبون..فينزل الوحي..يقول لقد أتى رجل ليسوع وسأله أن يشفي إبنته فشفاها وتعجب الناس..؟؟ما هكذا يكون التنزيل ولا ينبغي له..
فعلى نحو مخالف تماماً..نجد القرآن عند روايته لقصة فإنه يرويها بغرض غير التأريخ.. فإنه يروي قصة للأقدمين ليخرج منها بعبرة يحدث بها الناس..ليعلم الناس كيف كفر أو أمن الذين من قبل..ليتعلموا الكتاب والإيمان..وليشهدوا على الأمم السابقة..وليعرفوا الطريق الوسط بين إفراط الأقدمين وتفريطهم..ولا يروي قصصاً حدثت وشاهدها الصحابة..إلا من قبيل أن يأتي بحدث أو حدثين في القصة بغرض الإعتبار مما حدث..كأن يوبخهم على ما حدث..أو يزيدهم إيماناً كأن يكافئهم على طيب فعلوه..أو يسن تشريعاً جديداً..وليس سرداً لما حدث توثيقاً له في الكتاب..
هكذا يكون التنزيل وهكذا تروى القصص من السماء..وليس في كتب التاريخ..
كما أنه هكذا يكون البلاغ..معجزاً عند سرد قصة..كما فعل القرآن مع أهل الكتاب..فإنهم قد إتهموا النبي بنقل القرآن من التوراة والإنجيل..ولم تكن التوراة ولا الإنجيل مترجمين للعربية أصلاً..ولم يكن رسول الله كاتباً ليقرأ نصاً عربياً فضلاً عن الأعجمي..فجاء القرآن..بمفاجأة ليست في الحسبان..لقد أتى القرآن للنصارى بمعجزات وحكايات عن نبي الله عيسى لم تذكر في كتبهم التي بين أيديهم..والتي إتهموا الرسول بالأخذ منها..بل في الكتب التي خبأوها وإعتبرت ليست من النصرانية إخفاءاً للحق الذي بها والذي يفضح أسرارهم وتزويرهم للكتاب..وعليه فإنها لم تكن مترجمة..بل أكثر من ذلك كان يجهل وجودها عامة جماهيرالنصارى..ومعظم الخاصة سمعوا عنها ولم يطلعوا عليها..
فخلق المسيح عيسى من الطين كهيئة الطير والنفخ فيه بإذن الله..ليس مذكوراً في الأناجيل المتداولة بين أيدي النصارى قديماً وحديثاً..بل هو وارد في إنجيل توما"الأبوكريفي "أو مايسمي بإنجيل الطفولية..وهو يذكر معجزات عيسى في الطفولة..وهذا لم يكن مترجماً ولا متداولاً..ولا يعرفه إلا كعوب الأحبار..وخواص خواص الصفوة النصرانية واليهودية..الذين أخفوه أصلاً عن الناس..وكلامه في المهد..وهزالنخلة للسيدة مريم لتسقط رطباً..وظهورالنهر تحتها عند ولادة المسيح..وإخبار بني إسرائيل بما يطعمون أو يخفون في بيوتهم..كل هذا غير مذكور في الأناجيل التي إتهموا بها القرآن ومذكور في أناجيل الأبوكريفا..المخفية عن صفوة أحبارهم..
ثم يقول القرآن لهم.." أولم يكن لهم أيه أن يعلمه علماء بني إسرائيل" الذين هم على علم بما أبدوا وأخفوا من القصص..
إن القرآن قد غير فكرة الناس في كل مكان في وقت نزوله عن معنى الكتاب..عن معنى التنزيل من السماء..كان ثورة على ما قد فسد من فطرة الناس..فلم يعودوا يعرفوا الكتاب و لا الإيمان..لذا كان للقرآن تأثير مختلف على كل من يستمع له..فمنهم من يبكي..ومنهم من يدخل في الإسلام طواعية..وغير ذلك من عجيب التأثير..حتى كان بعض من صناديد قريش يتسلل ليلاً ليسترق السمع من رسول الله وهو يصلي عند الكعبة..حباً لسماع "الكتاب"..نعم..هذا هو حقاً "الكتاب"..الذي لم يسبق لهم أن سمعوه ولا عرفوا معنى التنزيل من السماء..ذلك الكتاب هو الذي يعلمنا معنى التنزيل..ومعنى التعليم من السماء..يعلمنا ما الكتاب والإيمان..
هكذا تكون المعجزات البلاغية..هكذا يكون الكتاب..يعلمنا من الوحي ما تستفيد منه أرواحنا وضمائرنا..وليس العروش والخزائن وكتب التاريخ